الجمعة، 28 يونيو 2013

الأدب النسوي بين البوح والتعرية..

أيها الشعر، أنا لولاك.. يتيم
رسول حمزاتوف
الشعر ترفٌ ليس في متناول الجميع . فالشعر يُشعل بطبعه حرائق غير قابلةٍ للتطويق. تتحاشى الشاعرات الاقتراب منها إنهنّ يراوغن ليس أكثر يرقصن حول نار الشعر كما الغجريات تارة، وأخرى كما الهنود الحمر، على وقع طبول الكلمات من دون أن يجرؤن على الإلقاء بأنفسهن في تلك النار وفاءً للشعر، كما تفعل الأرامل في الهند وفاءً لأزواجهن. لكل من يتساءل سأقول له - ربما ما أكتبه هو حقيقة - وربما ما نكتبه هو نتاج فعل كمثل الذي تقول عنه أحلام مستغانمي:على وهم الأحاسيس، تصفُ شيئاً لم يلمسه أحد، يوجد في مكان غير مرئيّ من الجسد. مُهمّتك جعل القارئ يمتلك وهمَ الإمساك بما لا يُرى، إلقاء القبض على دمعةٍ، أو حفنةٍ من التنهدات. أن تحوّله إلى صائد فراشاتٍ في بساتين الروح.
وهنا يحضرني قول إيكو:
" أعتقد أنه ليس على القاص أو الشاعر (مطلقاً) أن يقدم أية تفسيرات لعمله، فالنص بمثابة آلة تخيلية لإثارة عمليات التفسير..."
(حكايات عن إساءة الفهم)
الشاعرات في الوقت الحاضر في حرج كبير فهن بين المطرقة والسِندان، ومع ذلك نجد عدداً قليلاً من شاعراتنا اللاتي كتبن بالاسم الصريح، وقد صدرت لهن دواوين شعرية تحمل أسماءهن الحقيقة، ومع ذلك يظل غياب الشِّعر النسائي مستمراً.. فإن كتبن بالاسم الصريح يكتبن باستحياء، ويشعرن بالخوف والحياء من نظرة المجتمع، وإن كتبن بالاسم المستعار تعرّضن للسرقات وعدم حفظ الحقوق الأدبية وهدر الإنتاج الأدبي، تقول فاطمة الدوسري: (المشاعر نتاج رباني، والأحاسيس قدرات إلهية، فمن لا يحسن التعامل معها فعليه أن ينأى بنفسه عن الادعاء والانتساب لها، أو التغنّي بها إن كان يظن أن الآخرين لا يعرفون منه ذلك فهو قد أخطأ مرتين مرة عند الادعاء، ومرة عند تفسيره للناس. إن تقييم النصوص الأدبية تم وفق أسس ومقومات المضمون والشكل وليس وفق الجنس أو النوع. ولكن تسمية «الأدب النسوي» هل هي لوصف نتاجها الإبداعي بخصوصية الحضور المؤثر والجاد في مختلف ميادين الأدب مما يفوق المبدعين الذكور؟ أم لإنقاص وثيقة الإبداع لدى المرأة؟ وما مفهوم الأدب النسوي؟- الأدب هو واحد لدى الإنسان مذكراً.كان أو مؤنثاً. ولكن قضية الاختلاف موجودة. فإذا عدنا إلى ما تكتبه المرأة فإننا نجد الخصوصية تكمن في التكوين الفكري لا في الشكل الفني. وهذا يتطلب منّا أن نقرأ نتاج المرأة بشكل جيّد حتى نقف على معاناتها وليس على شكل الكتابة. فالمبدع فنياً لا علاقة له بالذكورة أو الأنوثة وهذا يجعلني أقف عند جزء من السؤال الذي يتعلق بالشك في مقدرة المرأة،أي أن المرأة ليست ناقصة إبداع بدليل أن عدداً كبيراً من اللواتي أبدعن في السياسة والأدب والثقافة ليس على مستوى الوطن العربي حسب إنما على المستوى العالمي لذلك لا ضير في مقولة «الأدب النسوي» لأنّ الأدب وقع إنساني أما الاختلاف كما قلت سابقاً فيتعلق بالمضمون الفكري لكل جنس. هنا تحضرني هذه المقولة للعظيم كازاينتكيس
إن روحي كلَّها صرخة، وأعمالي كلَّها تعقيب على هذه الصرخة.
ليس بصحيح لأن المبدع امرأة كان أو رجلاً لا يقف عند حدود الفن الذي يسهل له العملية الكتابية، والإبداع لا علاقة له بالبسيط أو المعقد ولا الصعب أو السهل. المبدع يكفيه أنه باستطاعته تسجيل نتاجه ويقال عنه إنه مبدع. ولا علاقة للمبدع بالجنس المذكر أو المؤنث.المرأة العربية المثقفة لم تعد داخل القمقم. وإنما أصبحت فرساً لا يلجم. بمعنى آخر. إنّ المرأة سجلت بتواجدها الفاعل رهاناً حضارياً. فنراها اليوم في البيت والشارع وفي الوطن والعالم تسجل أرقاماً لها حضورها ومكانتها.أن تقرأ نصًا لرجل كان أو امرأة، أن تفتح مدارك وعيك جيدًا لمفهوم النص الأدبي، عمقه، بنيته، دوافعه، هو أن ينتهي بك المطاف لا محالة للحكم على النص لا بناءً على جنس كاتب النص وعدا ذلك هو سباحة فعلية في الفراغ والتعمد لولوج عصر الوأد الثقافي

التعليقات

تحميل ... جاري تسجيل الدخول ...
  • مسجل دخولك باسم
لا توجد تعليقات حتى الآن ! كن أول من يرسل تعليقه !

إرسال تعليق جديد

Comments by